جمعية "النادي الأدبيّ" تعقد حفلتها الافتتاحية

 

إعداد: محمد أسد الله الآسامي ، الطالب بقسم الأدب العربي

 

لتنمية مهارات الطُلاّب في اللغة العربية تحدثاً، وكتابةً؛ كان مُعَلِّم اللغة العربية الموفَّق كل التَّوفيق، فضيلة الشيخ وحيد الزمان القاسمي، الكيرانوي (1348-1415هـ = 1930-1995م) أنشأ جمعيةً عربيةً باسم "النادي الأدبي" وهي لاتزال تواصل مناشطها – على اختلاف أنواعها – ما أقرَّتْ بفضله الأوساط العلميّة والأدبية، ومن نشاطاتها الهامَّة، عقد ثلاثة حفلات عبر السّنة .

       وجريًا على هذا النهج، عُقِدت حفلتها البدائي، إثر صلاة العشاء من الليلة المتخللة. بين الخميس والجمعة 17-18/ محرّم 1430هـ = 15-16 يناير 2009م في قاعة الحديث التحتانية، وذلك برئاسة الشيخ، المقري محمد عثمان الموقّر/ أستاذ الحديث والأدب العربي بالجامعة، وقد شُرِف الحفل بحضور عدد كبير من الأساتذة – بمن فيهم، الشيخ شوكت علي القاسمي، والمفتي محمد ساجد القاسمي، والمقرئ محمد آفتاب الموقّر، والمفتي محمد عثمان غني – .

       وقد استُهِلّ الحفل بتلاوة آىٍ من الذكر الحكيم. سَعِد بتلاوتها الأستاذ محمد آفتاب الموقر وتلاه الأخ محمد معين الإسلام الهاوروي، وتقدّم باقتراح الرئاسة، بينما الأخ محمد مشتاق الآندهروي تناوله بالتاييد، ثم قام الأخ محمد فردوس البانكوي، بإنشاد قصيدة رائعة في مديح النبي – عليه السلام – بصوت ناعم عذب، ثم طُرِحَت المحادثتان، وثلاث خُطَبٍ، وما إلى ذلك.

       وقد ركزت المحادثة الأولى – الّتي كانت حول موضوع "جهود دارالعلوم ضدّ الإرهاب" – عِنَايتَها على البيان السافر للمندوب الباكستاني الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله حسين هارون، الذي يُشَكِّل تشويهًا سافرًا لسُمعة دارالعلوم/ ديوبند، وقد تناول الحوار – أثناء المحادثة – الرُّدوْد على هذا البيان، المُرَّةَ – التي أصدرته الحكومة الهندية، وعلماء دارالعلوم، والمُنتمون إليها. وقام بإعداد هذه المحادثة، الإخوة محمد أسد الله، ومحمد أحكام الهريدواري، وإحسان شاه الحيدرآبادي. وعرضها الإخوان محمد جميل، وفيض الحق، ومحمد مصعب، ومحمد أفضل، ومحمد أجمل، وأحمد الله، وأبوبكر، وإكرام الحسن، وعبد الله وأحكام، ومحمد أسد الله.

       والمحادثة الثانية – التي دارت حول موضوع "المُسلمون في الهند، وقضاياهم المعاصرة" – ألقى فيها الضوء على التجاوزات التي يعانيها المسلمون من قِبَل الحكومة الهندية، كالتقليل من الوظائف في الدوائر الحكومية، وإلقاء القبض على الشباب المُسْلم، والزَّجُّ بهم في السُّجُوْنِ دونما جريمة، ثبتت بالدلائل المقنعة، وما إلى ذلك.

       أعدَّ هذه المحادثة الأخ محمد غفران، والأخ محمد تنظيم، والأخ محمد سالم. وتعاون معهم في عرضها الإخوة؛ محمد معروف أعظم، ومجيب الرحمن، وعمران ظفر، وعبد الباسط، ومحمد هارون، ومحمد عارف الله. وقد شهد كل من المحادثتين قبولاً وإعجابًا بالغين، لتناولها الظروفَ الراهنة.

       فيما كان البرنامج يتضمن ثلاث خُطَب، حول موضوعات هامّة؛ فكانت الأُوْلى تتحدّث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حيث أنَّه مُعلِّم للإنسانية، وقد ألقاها الأخ محمد جابر الباغلفوري قائلاً: إن النبي – عليه السلام – قد أخرج العالم من براثن البؤس، والشقاء إلى أعطاف النعيم والسعادة، وأنقذه من التهلكة إلى الحضارة المِثاليّة والمُثُل العُلْيَاْ.

       بينما كانت الخطبة الثانية – التي طردها الأخ محمد صفوان الجونفوري – سلطت الضوء على "خدمات دارالعلوم الدعويَّة الإصلاحيَّة، فقالت: إن بُناة دارالعلوم أخذوا بأيدي الناس في أوضاعٍ خطرة، حيث سيطر الغرب الاستعماري على الهند، فأصبحت البلاد على شِفا جرف هارٍ، فأسَّس هؤلاء العلماء "دارالعلوم" ونشروا عن طريقها الوعي الإسلامي الصحيح وأيقظوا الصَّحوة الدينية في نفوس الشعب، وأرشدوا الناس – من خلال إقامة الجولات الدعوية، وإلقاء الخطب، وإنشاء المدارس، والكتاتيب، ورافعوا عنِ الإسلام وعقيدته – عن طريق المناظرة مع البطارقة المسيحيين، والعلماء الهندوس المُعاندين للإسلام .

       وبينت الخطبة الثالثة – التي طرحها الأخ محمد حُسين الكهيم فوري – الفروق الأساسية بين الإسلام والغرب: كمغالاة الغرب في المادة، والإستغراق فيها كلّيًّا في حين إن الإسلام يجارى المادة مع التمسّك بالروح، وكذلك ترجيح الغرب العقل، على النقل على عكس الإسلام فانه يرجِّح النقلَ على العقل وما إلى ذلك ... تخلَّلَتْها أنشودة عذبة، مُمْتِعَة أنشدها الإخوة محمد أجمل البرني، ومحمد صفوان الجونفوري، ومحمد عبيد الله الديورياوي، قد حَظِيت الأنشودة بإعجاب.

       أخيرًا توجه الأخ محمد غفران المظفر نغري بأجزل الشكر، ووافر الإمتنان للحضور والمشاركين في الحفلة، ولما انتهت برامج الطُّلاَّب كانت هُناك توجيهات قيِّمة من الأساتذة الكرام فأوَّلاً تحدّث إلى الحضور المفتي محمد ساجد الموقر – حفظه الله – أستاذ الأدب العربي بالجامعة أشاد سماحته في حديثه بنشاطات الطُّلاَّب، واستعداداتهم للحفلة، وحرّضهم على المزيد منها. وأعقبه فضيلته الأستاذُ محمد شوكت علي القاسمي البستوي/ حفظه الله، المشرف العام على "النادي الأدبي" هال فيما قال: إنَّ للنادي إنجازات عظيمة ضخمة، فكم من طالبٍ انتسب إلى قسم الخطابة فعاد خطيبًا مِصْقَعًا، وكم من تلميذ التحق بقسم النشر والإعلام فأصبح كاتبًا أمثل، وأولى فضيلتُه الضوء على أهمِّيَّة اللغة العربية. وفي الختام ألقى فضيلَةُ الأستاذ، المقرئ محمد عثمان/ حفظه الله، رئيس الحفلة فقال: إنّي أصغيت إلى البرنامج بحذافيره من البداية إلى النهاية، ووجدتُه فوق ما كنتُ أتصوَّرُ، وشجّع الطُّلاَّبَ على الإلتحاق بالنَّادي الأدبي ليُنْشِؤا في أنفسهم كفاءة كافية إزاء اللغة العربية؛ كما قام بإدارة الحفلة الأخ محمد طيّب الكنكوهي، وانتهت بدعاء رئيس الحفل المبجَّل في نحو منتصف الليل.

 

ربيع الثاني 1430 هـ = أبريل 2009 م ، العدد : 4 ، السنة : 33