لماذا نرفض تدريس الجنس في مدارسنا؟

 

بقلم : الأستاذ أشرف شعبان أبو أحمد / جمهورية مصر العربية (*)

 

في مرحلة التحول من الطفولة إلى المراهقة، عندما تطرأ على الشاب أحوال نفسيّة واجتماعيّة متقلّبة وغير مستقرة، قد تصل إلى مرحلة التمرد؛ فهو يرى تغيرات جسمانية، تحدث له، وتتواتر على ذهنه خواطر وهواجس، وتساؤلات بعضها حرج جدًا، قد لا يستطيع توجيهها للأب أو الأمّ؛ لكن قد يثيرها مع بعض أقرانه، ومن هم في نفس سنّه، وخشية من قرين سوء أو عديم الخبرة ينصح بما يضر؛ فعلينا أن نجد البديل الموثوق فيه، ألا وهو إنشاء مراكز متخصصة، يعمل بها أطباء وعلماء دين ومتخصصون نفسيّون، واختصاصيّون اجتماعيون، توكل إليها مهمّة توضيح كلّ الالتباسات المرتبطة بمشكلات المراهقين والشباب، وإمداد الشباب من الجنسين بالمعلومات التي يرغبون في معرفتها عن العلاقة الجنسيّة، والمشكلات التي يمكن أن يتعرضوا لها، وكيفية التعامل مع أمراض الجهاز التناسلي للذكور والإناث، مع توضيح الأعراض والأسباب وتقديم النصائح اللازمة لتجنب ذلك.

       أما أننا ندرس الجنس في مدارسنا، والتي في أغلبها مشتركة بنين وبنات، كما دعت إليه "وثيقة بكين" عام 1995م؛ حيث تطالب هذه الوثيقة في أحد بنودها، بإدماج برنامج تعليم الصحة الجنسية الإنجابيّة في إطار برامج التعليم الرسميّ لكل دولة، وهذا من شأنه تعليم الجنس للأطفال في المدارس الرسمية الإلزامية، أو بمعنى آخر تثقيف الأطفال والمراهقين جنسيًّا من خلال المدارس. وكما يفعل الغرب، بالشرائط التسجيلية، والصّور الإيضاحية، والرسومات المبيّنة لكل كبيرة وصغيرة، ما خفي منها وما ظهر، والتي تجعل من الطّلاب كما لو كانوا يتفرّجون على فيلم من أفلام الجنس؛ فهذا مرفوض رفضًا تامًا لأضراره، لأسباب عديدة نوجز منها الآتي: ستبدأ حياة المراهق في الممارسة العملية لهذه الدراسة، بالتعريف على الذات، أي الأعضاء التناسليّة الخاصة به، ثم مقارنتها بزملائه، والتي تؤدي بهم إلى اللواط أو السّحاق، إذا كانوا من أبناء جنس واحد، وإلى الزنا إذا كانوا من الجنسَين، ومن المعلوم بداهةً أن المراهق تكون لديه رغبةٌ في أن يسمع المزيد عن هذه الثقافة، وتنطبع في ذهنه الصور الجنسية التي شاهدها وتعلّمها، وتتأصل في مخيلته هذه المشاهد؛ فيعمد حتمًا إلى محاكاتها وتقليدها إذا تحسس الميل إلى الجنس الآخر، واستشعر بلذة العمليّة الجنسيّة، ولاسيّما إن كان مفلوت الزمام، متروك الرقابة والرعاية، ومما لايختلف فيه اثنان أن للمشاهد الآثمة أثرًا بالغاً في نفوس المراهقين؛ بحيث لاينفع معه نصح الآباء أو توجيه المربّين والمعلِّمين، وستصير هذه الحصّة أحبَّ الحصص للطّلاب، وستزدهم دورات المياة والأماكن الخلوية بالطلاب الذين ينفسون عن أنفسهم بما درسوه، وفي ظلّ أجهزة إعلام تنقل ما يثير الجنسَ ويحرّك الشهوات، مع عدم وجود ما يشغل وقت فراغ الشباب، ويستنفذ طاقاتهم، فيما يقوي الجسد على احتمال الجهد، ويقوي الروح على مقاومة الغواية، وفي غياب التربية الدينية، لن يستطيع المراهق مهما كان أن يستذكر هذه الدروس، ولا يتخيّلها بذهنه، ويذوب فيها بأفكاره، وتتشوق أحاسيسه لممارستها. ومَنْ ذا الذي سيدرس الجنس للأبناء في المدارس، هؤلاء المدرسون جائعون إلى الجنس، وهل يتقون الله في تدريسهم، أم سيكون التدريس وسيلةً لإشباع رغبات المحرومين والمكبوتين من الدارسين والمدرسين، وكيف نقي أبناءَنا شرَّ مدرّس أساء استغلالَ شرح هذه الدروس؟. فالاغتصاب والتحرش الجنسي بالطالبات في المدارس، والحال هكذا، أصبح ظاهرةً؛ فما بالنا إذا تعرت الأمور وانكشفت الأوضاع وسال لعاب الجائعين فما الذي يكبح جماحهم عن الممارسة، وماذا لو وسوس الشيطان للمدرس بشرحها عمليًا على الطلبة والطالبات، وإعطائهم دروسًا خصوصيةً في هذه المادة، ودرجات أعمال السنة في يد الأستاذ من نصيب من توفي الأستاذ حقه وتشبع نهمه ورغبته. إن هذا التعليم الذي تدعوا إليه وثيقة بكين؛ ليكون غذاءً للأطفال، إنه تدريب على الجنس الذي تدعي الوثيقة أنه تعاليم للجنس الآمن، قبل أن يكونوا صالحين له؛ إذن لابد من إجراء التجارب عليه أمامهم في المعامل البشرية يمارسه من هو قادر عليه من الأكبر سنًّا، والأطفال ينظرون إلى الهمجية التي تشمئزّ منها النفوس وتقشعرّ منها الأبدان، إن الوثيقة تسرق هؤلاء الأطفال في سن الثامنة والتاسعة من أعمارهم التي هم فيها؛ ليعيشوا في أوهام الرذيلة التي تمارس أمامهم؛ فإذا أحسوا من أنفسهم القدرة على هذه الممارسة الدنيئة القذرة ارتموا في أحضانها، وهم عمى لا يبصرون وإذا حدث حمل، وهو طبعًا غير مرغوب فيه، كان الإجهاض هو طريق التخلص منه، وعلى حساب الدولة رغم أنفها، وحين ينشأ جيل أو أجيال تربوا على هذه الموائد المسمومة؛ فلن يرغبوا في الزواج الشرعي، الذي صورته لهم الوثيقة أنه غير آمن؛ فيعيثون في الأرض فسادًا، ولا تتعلق لهم رغبة في الإنجاب؛ فيتعرض الجنس البشري للانقراض والسحق، وإن عاش منهم أحد عاش حاملاً للأوبئة الفتاكة المدمرة، هذا تصورالوثيقة لتجنب البشرية من الإصابة بالأمراض الناتجة عن الجنس غير الآمن عندها؛ فإذا بها تغرقهم في طوفان تلك الأمراض. ولن يسلم من ينجبه هذا الجيل الموبوء من وراثة أقذار آبائهم وأمهاتهم الذين أنجبوهم عن ممارسات هي الوباء الذي ليس بعده وباء. وتلك الوثيقة تلزم الحكومة والدول بالإنفاق على عمليات الإجهاض ورعاية المراهقات الحوامل، اللواتي يحملن سفاحًا في سن صغير، بعد أن فُتحتْ لهم أبوابُ الجنس على مصارعها، كما تلزم الدول والحكومات بإنشاء المستشفيات والمراكز، لرعاية نزيف الأرحام الصغيرة، بعد أن دعت الوثيقة للإقبال الرهيب على ممارسة الجنس بين النشء، الذي لايدرك معنى المسؤولية، ولا يقيم وزنًا للآثار السيئة من تفشي الأمراض والأوبئة!. تلك هي أعباء جديدة تلقى على كواهل الشعوب والدول والنظم والحكومات، في زمن يعاني فيه ثلاثة أرباع البشر مخاطر المجاعات والأمراض والجهل والبطالة، وإذا غضضنا الطرف عن هذا كله، وحصرنا المشكلة في ملايين الفتيات اللواتي يحملن سفاحًا حملاً غير مرغوب فيه كما تقول الوثيقة، ثم تجري لهن عمليات إجهاض على نفقات الدول والحكومات؛ إذا حصرنا المشكلة في هذا النطاق بلا حدود؛ فإننا سنكون بلا محالة هيأنا الفرص لهؤلاء الفتيات، لعمليات حمل وإجهاض تبلغ في العام الواحد ست مرّات، إن لم تزد عند المراهقة الواحدة!. فهل الفتيات من هذا النوع يكن في حالات صحيّة ونفسيّة وسويّة؟ أم سوف يتعرضن لآلام ومتاعب وأزمات تصيبهن في أجسامهن ومشاعرهن ومعنوياتهن؟ فهل هذا كله يخدم خطة التنمية العالمية أو المحلية ويزيد في عدد الموارد البشرية والإنتاجية، التي تخفف من وطأة المشكلات الاقتصادية الخانقة التي تخيم على أكثر الشعوب؟.

       كما أن الإسلام يحرم النظر إلى العورات، إلا في حالة المداواة، أو التعليم العلم النافع، والذي به صلاح الدين والدنيا، وكُلاًّ يداوي أو يتعلم في أبناء جنسه، وبشروط أخرى لامجال لذكرها هنا، وأقرب العلوم للتربية الجنسية هي المواد الشرعية؛ لأن الدين يعترف تمامًا بالغريزة الجنسية، وينظم السلوك الجنسيّ تمامًا من الناحية الإسلامية قبل أيّ شيء آخر؛ ولهذا فالمفروض أن نهتم بتعليم أحكام الدين، وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه. لذا نتساءل ما الفائدة والنفع الذي سيعود علينا من تعلّم هذا العلم؟. وهل انتهينا من تعلم سائر العلوم التي وصلت بالغرب إلى ما هم عليه من تقدم ولا ينقصنا إلا هذا؟. وما الفائدة التي عادت على الغرب من تدريس الجنس في المدارس؟. فلم يقض على انحراف الفتيات، ولم يقلِّلْ نسبة مرتكبات الرذيلة، ولا نسبة الحوامل بدون زواج، ولا المواليد غير الشرعيين، ولم يؤثر على ارتفاع نسبة الإجهاض، وانتشار الأمراض الجنسية بين الطلاب. ولن ولم يؤثر علينا في غير ذلك، وأيٌّ من الحجج التي يتخذها البعض لتبرير تعليم الجنس في مدارسنا بظروفنا الحالية وبالطريقة المكشوفة باطلة، باطلة يجب التّصدي لها. إن المدارس وبعض الجمعيّات في أمريكا تقوم بإعداد برامج لتوعية الأطفال والمراهقين بالممارسات الجنسيّة، وكيفية تجنب الآثار غير المرغوب فيها والناجمة عن الممارسات كالحمل، وهي تقوم أساسًا على مبدأ حق الطفل في معرفة جسده، وكيفية إشباع رغباته من جميع النواحي، وهذا هو التعريف الرسميّ لها من منبعها الأصلي في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. وتحتوي هذه البرامج على الموضوعات الآتية: المعاشرة بين الجنسين والعادة السريّة والإجهاض وكيفية ممارسة الجنس مع تجنب خطر الحمل ومساعدة المراهق على تحديد أيّ الجنسين يفضل أن يعاشر والعادة السرية وسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ والعلاقات الشاذة بديلاً مرضيًّا من العلاقات العادية. وهذه الموضوعات مدرجة في برامج الثقافة الجنسية المطروحة للتدريس في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية وكندا. أما موضوعات من هم في سن 15 – 18 سنة فيضاف إليها الموضوعات التالية: من حق النساء أن يقررن إجراء الإجهاض، ومن حق الناس احترام تعليم دينهم وتقاليدهم؛ ولكن هذا لا علاقة له بحقوق المرء الشخصية، وعدم وجود دليل على أن الصور الفاضحة تسبب أيّة إثارة جنسيّة، وخدمة التواصل مع الشريك الجنسي بشأن الاحتياطيات اللازمة لكليهما، وتعليم المراهقين كيفية الحوار حول هذه العلاقات والحدود التي يجب التوقف عندها.

       في عام 2005م أذاعت بعض الفضائيات العالميّة أرقام إحصائيات حديثة للمصابين بمرض نقص المناعة "الإيدز" في العالم المعاصر؛ فإذا بعدد المصابين به في الدول الغربية يبلغ أربعين مليون مصاب؟ يا للهول؟. وتقول الإحصائية: إن هذا الرقم هو لمن أجري عليهم الفحص الطبيّ فقط، غير شامل للمصابين الذين لم تفحص حالاتهم، وإن معدل الزيادة آخذ في الارتفاع سنويًّا، أما المصابون بمرض "الإيدز" في الشرق فبلغ عددهم 35 ألف مصاب، والسبب معروف هو فوضى العلاقات الجنسية في الغرب حتى قبل صدور وثيقة بكين، أما الشرق فما زال متحصنًا بآداب العفة والطهارة. وتقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة: إن نحو 60٪ من طلبة وطالبات المدارس الثانوية الأمريكية مارسوا الجنس قبل أن تنضج عواطفهم، وأن 27٪ فعلوا ذلك قبل أن يدخلوا الجامعة، وقبل أن يحددوا مصائرهم، وكثيرون منهم أصبحوا آباء وأمهات من دون زواج، وقبل أن يستوعبوا معنى الأسرة أو يتحملوا مسؤوليتها أو مسؤولية وجود طفل في حياتهم؛ بل إن أغلب هؤلاء وجدوا أنفسهم في هذه الورطة قبل أن يدرسوا علوم الإحياء والإخصاب، وتشير الإحصاءات الأمريكية إلى أن نحو 33٪ من الفتيات جربن الحمل والإجهاض قبل أن يخرجن من مرحلة الطفولة تمامًا، وقبل أن يفهمن معنى الأمومة، أو كيفية رعاية الأطفال، إنهن أمهات قبل الأوان، وفي كل عام يسقط ما بين 200-300 ألف شابّ أعزب تحت الثلاثين ضحايا للأمراض الجنسية السرية. وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا، إدخال بعض البرنامج في مناهجها الدراسية لتشجيع الشباب على تأخير العلاقات الجنسية الكاملة حتى الزواج إن أمكن، وهذا المشروع من المتوقع أن ينفق عليه مبلغ 50 مليون دولار إقناع الشباب بالإحجام عن العلاقات الجنسية حتى الزواج، وقد خصص له بالفعل 40 مليون دولار لتنفيذه بكل مراحله. وهناك اتجاه رافض لتدريس الإباحية في المدارس تحت دعوى الجنس الآمن وهو ما عبرت عنه مجلة "النيوزويك" الأمريكية، حين نشرت ملفًا حول العذرية وبرامج العفة، وجاء الملف عنوان "العذرية اختيار الفتاة الأمريكية" وقد عرضت مجموعة من البرامج الناجحة في هذا الصدد؛ ففي برنامج منها يسمى العواطف والمبادئ وهو ممول بميزانية فيدرالية، تلقي كاري هيوز بزوجين من أحجار النرد "الزهر" على أرضية الفصل وهي تقول للطلاب: إن الجنس قبل الزواج مثل القمار، كل رقم يظهر على النرد يمثل مجازفة، حمل أو مرض جنسيّ أو قلب مجروح، ثم تطفئ أنوار الغرفة، وتبدأ في تشغيل جهاز الشرائح المصورة. إن الصور التي يراها الطلاب تضاعف من مخاوفهم، وتزيد من إحساسهم بالبشاعة، على حد قول مجلة "نيوزويك" الأمريكية بقع، صديد، التهاب وبائي، وهو ما جعل الطلاب يصرخون يا للقرف. وقالت فتاة عمرها 14 سنة في الصف الأول الثانوي هي لورا هيرست: يا ربي لقد غيرت وجهة نظري عن كل شيء تقريبًا. وتنتشر هذه البرامج في ثلث المدارس الأمريكية، وقد حققت نجاحًا لا يمكن التقليل منه؛ فقد انخفضت نسبة طلاب الثانوية الذين قالوا: إنهم مارسوا الجنس من 54٪ عام 1991م إلى 46٪ عام 2001م كما أن نسبة الحمل والإجهاض بين الفتيات نقصت بنسبة لا تقل عن 8٪ لكن ذلك لايمنع أن ما يقرب من نصف طلاب الثانوية يمارسون الجنس قبل أن تكتمل عواطفهم وقبل أن تنضج مشاعرهم، كما أن نصف الفتيات على الأقل يفقدن عذريتهن قبل سن العشرين، وهو ما أشعل معركة اجتماعية بين أنصار العفة وأنصار ما يسمى حقوق الإنسان، وهي معركة اجتماعية تجد صداها في الصحافة والتليفزيون وقاعات البحث الجامعية وجمعيات الحقوق المدنية. الانقلاب الصارخ الذي لفت انتباه مجلة "النيوزويك" كان في تغير قيمة العذرية في ضمير الفتاة الأمريكية، لم يبق الحفاظ على العذرية إهانةً أو بضاعةً بائرةً لاتجد من يقترب منها، كما كان سائدًا حتى وقت قريب؛ ولكنه أصبح صورةً رومانسيةً شفافةً يسعى إليها أعداد متزايدة من الشبان والفتيات، وقد أفردت المجلة الشهيرة خمس صفحات لشهادات حيّة لبعض من أصرّوا على العذرية من الجنسين في أول تحقيق صحفي من نوعه، بدت فيه منتصرة، وكأنها تنفرد بصورة هبوط أول إنسان على سطح القمر، أليس كونس طالبةً جامعيةً عمرها 18 سنةً تؤيد الحركة السنوية؛ لكنها لا توافق على التشبه بالرجال، كما أنها سعيدة؛ لأنها لاتزال عذراء؛ لأنها تخشى الحمل والأمراض المعدية؛ لكن الأهم أنها ليست ناضجةً بما يكفي عاطفيًا للتعاطي مع الحميمة العميقة، التي يولدها الجنس. وعلى الرغم من أن معظم أصحابها يرفضون تصورها ومنطقها؛ فإنها لاتشعر بأنها منبوذة. إن ذلك ما تعترف به لاتويا هاجنر فتقول: إن البقاء عذراء ليس أمرًا سهلاً، لقد أصبحت ثلاث من صديقاتها على الأقل أمهات دون زواج، وقبل أن يتركن المدرسة الثانوية، إن عمرها 18 سنةً لكنها تتمتع بنضج، إنها تخشى أن يضيع مستقبلها بالضياع، ولإبعاد نفسها عن الفتنة التي تحاصرها في كل مكان تكتفي بمشاهدة قناة ديزني أو تسترخي في حجرتها تردد ما تحفظه من الشعر الرومانسي. وعلى رغم من أن دانييلا أراندا انتخبت ملكة جمال ولاية تكساس، وعلى رغم أنها عملت موديلا لإعلانات المايوهات؛ فإنها تعتبر نفسها محافظةً، وقد نذرت وعمرها 13 سنةً أن تبقى عذراء وقد وفت بوعدها حتى الآن، وتقول: إن من لا يجرب الخطيئة لا يشعر بضغطها عليه ولا بحاجته إليها، إن من يبتعد عن أنياب الأسد سينجو بنفسه. هذا هو التغير الحادث في المجتمعات الغريبة التي بدأت تشمئز وتنفر من تلك المناهج التي يريد بعضهم أن يفرضها على مجتمعاتنا الإسلامية وكأننا أمةً بلا حضارة أو بلا كتاب يصلها بالسماء.

*  *  *

المراجع:

         مجلة الأزهر العدد 87. مارس/ إبريل 2005م للأستاذ الدكتور/ عبد العظيم المطعني .

       مجلة المستقبل الإسلامي العدد 167 إبريل 2005م، ربيع الأول 1426هـ.

       جريدة اللواء الإسلامي العدد 1227 بتاريخ 28/7/2005م ص 6.

       جريدة الحياة عدد 785/344 بتاريخ 19/6/2005م ص4.

       جريدة حواديت عدد 59 بتاريخ 11/4/2006م ص3.

       مجلة منار الإسلام العدد 380-1427هـ، 2006م .

       كتاب التربية الجنسية عند الأطفال والمراهقين نظمي صبحي عريان ص 302.

       كتاب التأصيل التربوي للأبناء السيد أحمد المخزنجي ص123.

       كتاب التربية الجنسية للأبناء، علي مدكور ص 132.

       كتاب تربية الأولاد في الإسلام عبد الله ناصح علوان، ج2 ص464.

       مجلة المعرفة العدد 118 عام 2005م وزارة التربية والتعليم المملكة العربية السعودية، ص 59.

       مجلة النفس المطمئنة – السنة 20 العدد 81 ص 15-16 مقال التربية الجنسية للفتية والفتيات وإعدادهم للحياة لسليمان عبد الواحد يوسف، الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية القاهرة.

       مجلة زهرة الخليج السنة 27 العدد 1364 مقال البيت أولا لبيومي محمد الضحاوي ص 22.

       كتاب مشكلات الأبناء النفسية والتربوية أسبابها وطرق علاجها طلعت ذكرى ص 141.



(*) 6 شارع محمد مسعود متفرع من شارع أحمد إسماعيل، وابور المياه – باب شرق – الإسكندرية ، جمهورية مصر العربية.

    الهاتف : 4204166 ، فاكس : 4291451

    الجوّال : 0101284614

    Email: ashmon59@yahoo.com

 

جمادى الأولى – جمادى الثانية 1430 هـ = مايو - يونيو 2009 م ، العدد : 5-6 ، السنة : 33