أخي في الأمر بالمعروف

مع التحية إلى كل من يأمر بمعروف وينهى عن منكر.

 

شعر: الشاعر الإسلامي الأستاذ عبد الرحمن صالح العشماوي / الرياض

 

على شفتيكَ تبتسم الحقولُ

لأنَّك لا تخالفُ ما تقولُ

لأنك تقرأ القرآن غَضَّا

وتَسْتَهْدي بما نطق الرسولُ

لأنك لا تداجي حين تدعو

ولا تشقى بمنطقكَ العقولُ

على شفتيكَ نَهْرٌ من بيانٍ

جرى عَذْبًا وبستانٌ جميل

وأزهارٌ تعهدها سحابٌ

بديمته، فجانَبها الذُّبولُ

وكيف ترى الذُّبولَ زهورُ حقٍ

يُبلِّل راحَتَيْها السلسبيلُ؟؟

على شفتيكَ نبْعٌ من ضياءٍ

وشمسٌ يستحي منها الأفولُ

أخي في الدعوةِ الكبْرى، لدينا

لكل مصائب الدنيا حُلُولُ

وفي وجدان أمتنا كنوزٌ

من الإيمان ليس لها مثيلُ

أخي في الدعوة الكبرى، أعرْني

مسامعَ مَنْ يقدِّرَ ما أقولُ

وَرِثْتَ الأنبياءَ، وأيُّ إرْثٍ

كهذه الإرْث أيَّدَه الدليلُ؟!

حملتَ أمانةً كبرى، إلَيها

جميعُ مصالح الدنيا تؤُول

أخي في الأمر بالمعروف، إني

أرى الدنيا لدعوتنا تمِيلُ

تُراقب ما لدينا من ضياءٍ

لكي يُجْلَى به الليلُ الطويلُ

وتطلب ما لدينا من يقينٍ

لكي يُشْفى به القلب العليلُ

فكُنْ حمَّال ألوية المعالي

إذا ما ضَلَّ بالناس السبيلُ

أخي في الأمر بالمعروف، يبقى

لداعي الخير موقفُه النَّبيل

إذا ماتتْ عزيمَةُ قلْب حُرّ

فماذا ينفع السيفُ الصَّقيلُ!

جميعُ الكائنات لهنَّ رَكْضٌ

وأجملُهنَّ في الرَّكْضِ الخيولُ

وللتغريد في الإحساس وَقْعٌ

وأَوْقَعُ منه في النَّفْسِ الصهيلُ

وللأشجار إثمارٌ وَطَلْعٌ

وأكرمُهنَّ في الطَّلْع النخيلُ

أخي في الأمر بالمعروف، هذي

جيوش الوهم في الدنيا تَصُولُ

ضحايا مَوْجَة العصيان أَمْسَوا

لهم في كلِّ ناحية قَبيلُ

تخدِّرهم فضائيَّاتُ عَصْرٍ

يسوق شراعها الفكر الهزيلُ

كثير ما تقدِّم من شرورٍ

وأما خيرُها فهو القليلُ

هنا العبءُ الثقيلُ على رجالٍ

بهم يتشرَّق العبْءُ الثقيلُ

على راحاتهم نبَتَتْ زهورٌ

لها ظلٌّ من التقوى ظليلُ

أخي في الأمر بالمعروف، أرضي

وأرضكَ، شأنُها شأنٌ جليلٌ

أليستْ مهبط القرآنِ، فيها

تلاهُ على رسولكَ جُبْرَئيلُ؟!

تدفَّقَ نورُه فَزكى حِراءٌ

به، وجرتْ بروعتِه السُّهولُ؟!

به شَرُف المحبُّ وزاد هَدْيًا

وضاق به المكابِرُ والجَهُولُ

به شَرُفتْ بلادُك واستقرَّتْ

وطاب مَبيتْها وصَفا المقيلُ

وصارتْ رايةُ التوحيد رمْزًا

تحقَّق في حماهُ المستحيلُ

قبائلُ جمَّعَ الإسلامُ منها

فروعاً مثلما اجتمعت أُصولُ

تآلَفَت القلوبُ على إخاءٍ

به اجتمعَت على الحقِّ الفُلولُ

بنى عبد العزيز لها بناءً

على التوحيد، قصَّتُه تَطُولُ

ولن نلقى سوى الإسلاَم نَهْجاً

تطيب به الإقامةُ والرَّحيلُ

وهل في الأرض أحسنُ من يقين

به يتحقق المجدُ الأثيلُ؟!

 

جمادى الأولى – جمادى الثانية 1430 هـ = مايو - يونيو 2009 م ، العدد : 5-6 ، السنة : 33