أنباء الجامعة

النادي الأدبي يعقد حفلته السنوية

 

إعداد: محمد نوشاد السهرساوي

الطالب بقسم اللغة العربية وآدابها ، بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند

 

جريًا على طريقته المألوفة في عقد ثلاث حفلات خلال السنة قامت الجمعية العريقة "النادي الأدبي" لطلبة دارالعلوم/ ديوبند – التي تمّ تأسيسُها عام 1964م بأيدي العالم الجليل المربي النابغ ومعلم العربية الكبير فضيلة الشيخ وحيد الزمان القاسمي الكيرانوي المتوفى 1415هـ/ 1995م رحمه الله رحمةً واسعةً كخطوة أولى في مجهود أولي داخل المحيط الجامعي – بعقد حفلتها السنويّة بقاعة الحديث التحتانية إثر صلاة العشاء مباشرةً في الليلة المتخللة بين الخميس والجمعة: 25-24 جمادى الثانية 1430هـ = 18-19/ يونيو 2009م .

       وذلك برئاسة فضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان المنصور فوري الموقر حفظه الله وجمع من كبار الأساتذة والمشرفين على النادي الأدبي بمن فيهم فضيلة الأستاذ محمد ساجد القاسمي الموقر وفضيلة الأستاذ محمد سلمان البجنوري الموقر وفضيلة الأستاذ حسين أحمد الهريدواري الموقر وفضيلة المقرئ محمد شفيق الرحمان القاسمي وغيرهم.

       وازدانت الحفلة بنشاطاتها المتنوعة الماتعة للغاية من التلاوة والمديح والأناشيد العذبة والخطب والمحادثة الرائقة وأناشيد العربية التي تمّ عرضُها لأول مرة في تاريخ حفلات النادي.

       فتقدم الأخ أحمد الله الموتيهاري باقتراح الرئاسة بينما تناوله بالتأييد الأخ محمد مرشد الإكرامي الكشنغنجي، وفعلاً بدئ الحفل بتلاوة آي من القرآن الكريم حَظِيَ بها الأستاذ المقرئ محمد شفيق الرحمان الموقر أستاذ التجويد بالجامعة وتبعها مديح نبوي طيب يفيض قداسةً ومحبةً أنشده الأخ محمد سالم الأمروهوي الطالب بقسم الأدب العربي وقد أثارت الخطب الثلاث التي ألقيت إعجاب المستمعين تقدم الأخ محمد غفران المظفرنجري بالأولى منها – وهي تدور حول "قضية فلسطين وموقف الحكومات الإسلامية منها" وأكد – بأسلوب بديع ما لأرض فلسطين من الحرمة والقداسة من جهة دينية مُندّدًا بموقف الحكومات الإسلامية تجاه هذه القضية الدينية رغم علمها بما تتبنّاه إسرائيل الغاشمة ضد إخواننا المسلمين من اعتداءات واضطهادات وصنوف من النكال والتعذيب بينما سعد الأخ محمد أسد الله الآسامي بإلقاء خطبة ثانية علميّة حول موضوع "المدارس الإسلامية بشبه القارة الهندية خدماتها ومشاكلها" وقد تناول كلتا الناحيتين بالتفصيل المشبع فأصبح مبعث دعاء وثناء فيما ألقى الأخ محمد مصعب العلي جراهي خطبةً ثالثةً حول موضوع "حياة الرسول المعاشية" وقد استهب فيها وأجاد.

       كما أن الأناشيد العذبة الطرية – التي تفرد بها الإخوة صفوان الجونفوري وعبد الله الديورياوي وأجمل البلند شهري – قد تميزت بوقع حسن وأثر بليغ في القلوب . أما المحادثة – وهي تحمل موضوع الهُوية الإسلامية ومؤامرة القضاء عليها فقد كانت بالغة ذروة في إراحة القلوب وإبهاج النفوس، وقدمها الإخوة محمد طيب الكنكوهي وأسد الله الآسامي وغفران المظفرنجري وصفوان الجونفوري وقد أبدع في تقديمها المساهمون وكانوا أكثر من عشرة، معظمهم طلبة قسم الأدب العربي.

       ومما زاد الحفلة جمالاً إلى جمال برنامج أدبي طريف يتمثل في المناشدة العربية الشائقة بين أسرة جرير والفرزدق التي تصور سوق عكاظ ومافيها من الأنشطة الأدبية الرائعة فلا تسأل كم أفاضت على الحضور من لمسات الهناء والمسّرة إذ رأوا الأسرتين تتجاذبان أطراف الأبيات الرائعة، ثم قدم الأخ محمد صفوان الجونفوري ناظر اجتماعات النادي تقريرًا وجيزًا عن نشاطات النادي الأدبي عبر هذه السنة وأخيرًا طلع الأخ محمد طيب الكنكوهي بكلمة التحية والترحيب يشكر خلالها حضرة الرئيس والأساتذة المبجلين والضيوف المحترمين بكلمات جزلة.

       وهنا قد اكتمل – بكل حسن وجودة – جانب مهم من الاحتفال مما يتعلق بالطلاب ثم تحدث إلى الحفل فضيلة الأستاذ محمد ساجد القاسمي الموقر وأكّد ما تحمله اللغة العربية من أهمية بالغة على الصعيدين: ديني ودنيوي مضيفًا إلى ما دعا الشيخ الكيرانوي إلى إنشاء هذه الجمعية ثمّ حرّض الطلاب على الاعتناء بها وبذل الجهود في سبيلها.

       ثم ألقى حضرة الرئيس خطبةً قيمةً وجيزةً أبدى خلالها ارتياحه البالغ إلى ما شاهده من الأنشطة الرائعة ومالمس في الطلاب من نشاط وحماس وثقة بالنفس كما ذكر ما لعبت هذه الجمعية من دور رائع في تكوين البيئة العربية في عصر مؤسسها الكبير وما بعده.

       وأخيرًا قام فضيلته بتوزيع الجوائز القيمة – وكانت الخاصة منها من قبل فضيلة الشيخ بدرالدين أجمل القاسمي عضو المجلس الإستشاري لدارالعلوم/ ديوبند والعامة من قبل الأخ الكريم محمد شمشير صاحب مكتبة السنابل/ بديوبند – تقبل الله منهما. على الذين أسهموا على نحو فعال في النشاطات الخطابية والصحافية والنشاطاتِ العامة وغيرهم من المساهمين في إنجاز البرامج الأدبية والثقافية.

       وكان لفضيلة الشيخ محمد شوكت علي القاسمي المشرف العام على النادي الأدبي فضل كبير واعتراف بجميل الخدمات التي أسداها أعضاء النادي الأدبي طيلة السنة؛ حيث بذل جهودًا مشكورةً في الحصول على هذه الكتب وتنظيمها وتنسيقها وتقسيمها على الأعضاء المسؤولين حسب نشاطاتهم وفعالياتهم. جزاه الله خير الجزاء.

       وقد انتهى الحفل بدعاء حضرة الرئيس الكريم وقد أدار الحفل محمد نوشاد السهرساوي كاتب هذه السطور.

 

 

شعبان 1430 هـ = أغسطس 2009 م ، العدد : 8 ، السنة : 33