كلمة المحرر

 

الكيان الصهيوني لن يتراجع مهما تراجع العرب والمسلمون

 

 

 

رغم أن سرطان الاستيطان الصهيونيّ لم يتوقف ولن يتوقّف، بل ظلّ ولا زال وسيظلّ يلتهم مدينة القدس كلّها وفلسطين جميعها؛ ولكنّ مفاوضات السلام مع إسرائيل من قبل السلطة الفلسطينية بقيادة أمريكا تكاد تنطلق من جديد خلال الأيّام القليلة القادمة، كما ألمحت إلى ذلك المصادر الأمريكية الفلسطينية الصهيونيّة.

     على حين إنّ مصادر "حماس" – وهي على رأس المنظمات الصهيونيّة المرابطة على الثغر الفلسطينيّ الواسع، القائمة بالمقاومة الشرعيّة ضدّ الكيان الصهيوني غير الشرعيّ بحكم التاريخ والحقائق والوثائق الذي غرسته في فلسطين أوربّا وأمريكا، وتعهدته كل منهما بالسقي والريّ والتسميد حتى أصبح قوة لا تُقَاوَم في قلب الأراضي العربيّة الإسلاميّة – أكّدت أنّها لن تساهم في مثل هذه المفاوضات المسرحيّة بل تظلّ تقاطعها كالسابق انطلاقًا من نظريّتها الثابتة الواقعيّة، وهي أنّ هذه المفاوضات إنما هي لإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لتحقيق جميع مشاريعه الصهيونيّة الاحتلاليّة الاستيطانيّة المستهدفة لإقامة إسرائيل الكبرى ما بين النيل والفرات وتشريد جميع الفلسطينيين من كل الأراضي الفلسطينية وإقامة الهيكل اليهوديّ مكان المسجد الأقصى .

     وإلقاءُ نظرة على أسلوب الكيان الصهيونيّ في الاستمرار في تنفيذ جميع مُخَطَّطاته دونما توقف تحت ظلال مسلسلات المفاوضات السلاميّة يؤكّد ذلك، كما يؤكّد أن الجانب الفلسطيني لم يجن منها – المفاوضات – سوى الخسارة تلو الخسارة، وأنها كانت – وستكون – كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماءً. ويؤكد إلى جانب ذلك أن ما تُصِرُّ عليه المنظمات الفلسطينيّة التي تحمل على عاتقها مسؤوليّة المقاومةَ والصمود من أنّ الطريق إلى تحرير الأقصى والأراضي الفلسطينيّة واستعادة الحقّ الفلسطيني الغصيب لم تكن ولن تكون إلاّ المقاومة الباسلة الموحدة المُعَضَّدة من قبل الحكومات الإسلاميّة العربيّة والشعوب الإسلاميّة العربيّة، هو الحقّ الذي لايقبل نقاشًا.

     إنّ المفاوضات إنما هي حبالة الشيطان التي نصبتها أمريكا والغرب لتمديد الفرصة أمام إسرائيل لتحقيق مشاريعها بمرحليّة معلومة لديها، إلى جانب المكاسب المعنويّة المتمثلة في الاعتراف بها من قبل الجانب الفلسطيني وعدد من الجانب العربي ولاسيّما الدول العربيّة التي كانت تُسَمَّى من ذي قبل بـ"دول المواجهة"، وإقامة علاقات شاملة من قبلهما معها عرفت بـ"تطبيع العلاقات مع إسرائيل". وكلّ ذلك جَرَّ ويلات لا آخر لها على الجانب الفلسطينيّ لا يعلم مدى خطورتها إلاّ الله عزّ وجلّ .

     إنّ الكيان الصهيوني لن يتراجع ولو قدر بشر من المخططات التي هو بسبيل تنفيذها مهما تراجع العرب والمسلمون عن حقوقهم العربية الإسلامية الفلسطينية .                             [التحرير]

 

(تحريرًا في الساعة 10 من الليلة المتخللة بين الثلاثاء والأربعاء : 18-19/جمادى الأولى1431هـ الموافق 4-5/ مايو 2010م)

 

 

رجب 1431 هـ = يونيو - يوليو 2010م ، العدد : 7 ، السنة : 34