دراسات إسلامية

جمال فن التوقيعات المعنوي

 

بقلم :   *  د. مسرت جمال ، الأستاذة المشاركة، قسم اللغة العربية ، جامعة بشاور. باكستان

*   سيّدة سميعة عزيز ، محاضرة كلية بنات، بباكستان

 

تعد التوقيعات فنًا أدبيًا من فنون النثر العربي، ارتبطت نشأتها وازدهارها بتطور الكتابة. والتوقيع عبارة بليغة موجزة مقنعة، يكتبها الخليفة أو الوزير على ما يرد إليه من رسائل تتضمن قضية أو مسألة أو شكوى أو طلب. والتوقيع قد يكون آية قرآنية، أو حديثًا نبويًا، أو بيت شعر، أو حكمة، أو مثلاً، أو قولاً سائرًا. ويشترط أن يكون ملائمًا للحالة أو القضية التي وُقِّع فيها، فهو مرتبط بفن توجيه المعاملات الرسمية في الإدارة الحديثة. و أولاً اقدّم تعريفها اللغوية والاصطلاحية.

 

معنى التوقيع في اللغة:

     (وقع) – (يقع) وقعاً و وقوعا: سقط و – الدواب: ربضت والإبل: بركت يقال: وقع الطير على أرض أو شجر والمطر بالأرض: حصل و– الحق: ثبت و– القول عليه: نفسه. وجب و–  الكلام في نفسه: اثر فيها. و– فلان في فلان وقيعة و وقوعا: سبه واغتابه وعابة و– في العمل وقوعا: أخذه وأصاب الرفق فيه و– في الشرك: حصل فيه و– في أرض فلاة: صار فيها و– إلى كذا وقعًا: أسرع وحسنًا أو سيئًا: ثبت لديه. و– عنده موقعاً حسنًا: نال منه حظاً ومنزلة و– فلان البعير وقعًا: كواه على أم رأسه و– النصل بالميقعة: حدده بها. يقال: وقع السكين والسيف. و– الحجارةُ الحافر: أصابته ورققته فهو وقيع ويقال: هذه نعل لا تقع على رجلي. أي(1) لا تناسب رجلي ’’الوقع مصدر – وقع الشيء يقع وقوعا ووقعا فهو واقع ووقع الطائر وقوعا ووقعا وموقعة موضعه الذي يستعيده هكذا يقول الأصمعي(2) ووقعت الحديد أقعها وقعاً اذا ضربتها بالمطرقة – والميقعة المطرقة والحجر الذي يحد عليه – ووقع الرجل يوقع وييقع وقعًا إذا اشتكي لحم قدميه من الحفي وهو وقع(3).

     و ق ع – وقع الشيء على الأرض وقوعاً وأوقعته إيقاعا. ووقع الطائرعلى الشجرة وهذه ميقعة البازى: بكندرته. وتوقعته ترقبت وقوعه. ووقع الربيع فى الأرض. وانتجعوا مواقع الغيث ومساقطه وأصفى من ماء الوقيعة والوقائع وهي المناقع.

     وتقول في فم الوقاع الوقيعة أعذب من ماء الوقيعة وسكبين وقيع وموقع القين بالميقعة واستوقع السيف: أني له أن يشحذ من المجاز: حافر موقع: وقعته الحجارة. ووقعت الدابة بكثرة الركوب: سُحِجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض قال: ’’ولم يوقع بركب حجبه‘‘.

     وإنه لموقع الظهر و وقع في كتابه توقيعًا وهذه النعل لا تقع على رجلي. و وقع الأمر: حصل ووجد، ووقع في قلبي السفر. وفلان يسف ولا يقع إذا دنا من الأمر ثم لا يفعله وإنه موقع حسن عندي ووقع فيه: اغتابه وهو صاحب وقيعه ووقائع. ووقع به السوء، وأوقعت به ما يسؤ وأنزلته به، ومنه: أوقع بالعدو، ووقع به وواقعه. وبينهما وقاع، وتواقعا وشهدت الوقعة والوقيعة(4).

     وقع يقع بفتحهما وقوعاً: سقط، والقول عليهم وجب، والحق ثبت، والإبل بركت والدواب ربضت وربيع بالأرض حصل، ولا يقال سقط والطير إذا كانت علي شجر أو أرض فهن وقوع ووقع، وقد وقع الطائر وقوعاً وأنه لحسن الوقعة بالكسر، والوقع وقعة الضرب بالشيء والمكان المرتفع من الجبل والسحاب المطمع أو الرقيق كالوقع ككتف وسرعة الانطلاق الذهاب والحجارة(5).

     وقع على الشيء من يدي كذلك، وأوقعه غيره ووقعت من كذا وعن كذا وقعًا، ووقع المطر بالأرض، ولا يقال سقط: هذا القول لأهل اللغة(6). وقد حكاه سيبويه(7) فقال: سقط المطر مكان كذا فمكان كذا. مواقع الغيث: مساقطه. يقال: وقع الشيء موقعه. والعرب تقول وقع ربيع بالأرض يقع وقوعاً لأول مطر يقع في الخريف(8) قال الجوهري(9): ولا يقال: سمعت وقع المطر وهو شدة ضربة الأرض إذا وبل ويقال سمعت لحوافر الدواب وقعًا ووقوعًا(10).

 

معناه في الاصطلاح:

     ’’ما يعلقه الرئيس على كتاب وطلب برأي فيه وتوقيع العقد أو الصك ونحوه: أن يكتب الكاتب اسمه في ذيله إمضاء له أو إقراراً به و – نوع من الخط‘‘(11).

     والتوقيع في الكتاب: إلحاق شيء فيه بعد الفراغ منه، وقيل هو مشتق من التوقيع الذي هو مخالفة الثاني الأول(12) قال الأزهري(13): توقيع الكاتب في الكتاب المكتوب أن يجمل بين تضاعيف سطوره مقاصد الحاجة ويحذف الفضول. وهو مأخوذ من توقيع الدبر ظهر البعير، فكأن الموقع في الكتاب يؤثر في الأمر الذي كتب الكتاب فيه ما يؤكده ويوجبه(14).

     (والتوقيع ما يوقع في الكتاب) كذا في الصحاح(15) والعباب(16) وهو إلحاق شيء بعد الفراغ منه لمن رفع إليه كالسلطان ونحوه من ولاة الأمر كما اذا رفعت.

     السلطان أو الوالي شكاة فكتب علي ظهره:

     (يا هذا قد قل شاكروك كثر شاكوك فإما عدلت وإلا اعتزلت)(17).

     ورفع إلى الصاحب ابن عباد(18) كتاب فيه ان أنسانا هلك وترك يتيماً وأموالاً جليلة لا تصلح لليتيم وقصد الكاتب إغراء الصاحب بأخذها فوقّع الصاحب فيه:

     (الهالك رحمه الله واليتيم أصلحه الله والمال أثمره الله والساعي لعنه الله)(19)

     التوقيع، وثيقة عليها إمضاء أو علامة مساوية لإمضاء حاكم، ومن ثم كان التوقيع بوجه عام هو الأمر أو المرسوم الذي يصدره الحاكم أو طريقة إعداده كتابة وللتوقيع معني خاص هو الدلالة على ألقاب الحاكم التي تسجل في ديوان الأختام فتكسب الوثيقة شرعيتها، وهي غير العلامة التي يضعها الحاكم بيده على الوثيقة وتعد بمنزلة توقيعه(20) وذكرت ’’توقيعات‘‘ ملوك الساسانيين في كتب الإنشاء، ويقال إنه قد نشأت في عهد الأمويين سنة تقضي بأن يوقع الخليفة على القصص التي تقدم إليه بمشهد من الناس، ولا شك أن هذه سنة شرقية قديمة وثبت الكتاب بعد ذلك توقيع الخليفة وذكر قدامة(21) أنه كان في عهد العباسيين وديوان خاص بذلك يعرف بـ’’ديوان التوقيع‘‘.

     واستعمل لفظ التوقيع في نظام الإدارة عند المماليك اسمًا لكتب التعيين في وظائف خاصة. ويقول ابن فضل الله(22) إن هذا الاسم يطلق بوجه عام على التعيين في الوظائف وهو يقو ل مع ذلك إنه لأرباب الوظائف الدينية والديوانية. ويقول القلقشندي(23) إن التوقيع رابع طبقات كتب التعيين في الوظائف (ولايات) وأدنا ها وأكثرها عددًا‘‘(24).

     التوقيعات عبارات موجزة كان يكتبها الخليفة أو الوالي أو عمالها في أسفل الشكاوي، والمظالم أو المطالب والحاجات التي كانت ترفع إليهم بما يتضمن الرأي فيها، كأن يكتب إلى وزير في غرض ما، فيكتب الرئيس عنه بما يفيد وجوب الفحص أو قضاء المأرب، وقد ظهرت التوقيعات في عهد الراشدين. وازدهرت في عهد بني أمية(25).

     التوقيعات هي ما يعلقه الخليفة أو الأمير أو الوزير أو الرئيس على ما يقدم إليه من الكتب. في شكوي حال أو طلب نوال ميزتها الجمع بين الإيجاز والجمال والقوة. وقد تكون آية، أو مثلاً أو بيت شعر(26).

     ’’التوقيعات‘‘ ذلك أن الفرس قبل الإسلام كانوا يعنون بالبلاغة عناية كبري، وكان لهم فيها تأليف كما حكي الجاحظ(27) وكان من أظهر عناية بالبلاغة والحكم التوقيعات. قد كان الفرس ككل الشعوب يرفعون إلى ولاة أمورهم أوراقاً تتضمن طلبًا لشيء أو شكوي من شيء نسميها نحن الآن ’’عرائض‘‘ وكانت تسمي عند العرب ’’قصصًا‘‘ سميت كذلك على سبيل المجاز؛ لأن القصة اسم للمحكي في الورقة، وسميت الورقة نفسها ’’قصة‘‘ وكان تسمي كذلك رقاعاً، لصغر حجمها تشبيهاً لها برقعة الثوب.

     كانت هذه القصة ترفع إلى الملك، أو من يليه تبعاً لموضوعها، وتبعاً للمتظلم وقدره، وقد جرت عادة الملوك والولاة من الفرس أن يوقعوا على هذه القصص بعبارة بليغة، أو حكمة حكيمة يتخيرلها أحسن اللفظ، وأجود المعني وتتناقل أثرًا من الأثار القيمة، وكما يتناقل المثل الجيد، وقد نقل إلى أدبنا العربي الشيء الكثير من توقيعات ملوك الفرس، من ذلك أن رجلاً رفع إلى كسرى بن قباذ(28) رقعة يخبره فيها أن جماعة من بطانته قد فسدت نياتهم، وخبثت ضمائرهم منهم فلان وفلان، فوقع في أسفل كتابه:

     ’’إنما أملك ظاهر الأجسام لا النيات، وأحكم بالعدل لا بالهوي، وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر‘‘(29).

     وظل ميل الإيجاز متغلبًا في نفوس الأدباء ولا سيما في التوقيع، الذي يراد به ما يعلقه الخليفة على القصص أو رقاع العرض حالات، وكان الخفاء في صدر الإسلام هم الذين يوقّعون بأنهسم أو يأمرون كتابهم بتدوينه، والغالب في توقيعهم أن يكون اقتباسًا من آية أو حديثًا أو حكمة مشهورة أو من الشعر الحكمي(30) ويقول الدكتور شوقي ضيف(31): ’’والتوقيع – كما هو واضح سجع – خالص وسنرى عما قليل أن سريان السجع في الرسائل الشخصية طوال القرن الثالث الهجري كان أقوي منه في الرسائل الديوانية، حتى اذا كان عصر المقتدر(32)(295–320هـ) أخذ السجع يعم في جميع ما يصدر من الرسائل الديوانية، فليس هناك وزير ولا كاتب في الدواوين إلا وهو يتأنق في كتابته ويبالغ في تأنقه حتي يجعل كتابته سجعًا خالصاً وبذلك أخذ كل ما يصدر عن الخليفة منذ سنة 300 للهجرة يوشي بالسجع، وبالمثل ما يصدر عن وزرائه وفي مقدمتهم ابن الفرات(33).

     وكان علي بن عيسى(34) الوزير لا يقل عناية عنه بالسجع، وقد ذكر له الهلال مجموعة كبيرة من رسائله كلها مسجوعة ومثله وزير المقتدر الثالث الخاقاني(35) فقد كان شغوفًا بالسجع شغفاً شديداً وتروي له في ذلك نوادر كثيرة منها أن عامل النيل أحد فروع الأنهار في العراق تأخّر في حمل غلة إليه، فكتب إليه، هذه العبارات:

     ’’احمل الغلة، وأزع العلة، ولا تجلس متودعاً في الكلة (الستر)‘‘ ولا حظ أن قد حشر الكلة في الكلام لاستكمال السجع، فالتفت إلى الكاتب وقال له: أ في النيل بق يحتاج إلى كلل؟ فقال له الكاتب مداحياً مرائياً: إي والله وأي بق، ومن أجله يلزم الناس الكلل ليلاً ونهارا(36).

     وذهب د/ محمد نبيه حجاب إلى أن التوقيعات:

     ’’يراد بها التعليق على الرسائل الواردة إلى الديوان بما يناسبها مع التعليل لذلك بآية قرآنية أو حكمة سائرة أو قول محكم، من إنشاء الكاتب بأسلوب موجز دقيق، ربما بلغ بالإيجاز حد الإعجاز‘‘(37).

     في هذا العصر افتن الموقعون وتجلت على أسلات أقلامهم ثمار البلاغة يانعة، وممن بلغ الغاية في ذلك جعفر البرمكي(38) يقول الجهشياري(39) وكان كاتباً بليغاً إذا وقع، نسخت توقيعاته وتدروست بلاغته يقول القلقشندي:

     و’’التوقيع أمر جليل، ومنصب حفيل؛ إذا هو سبيل الإطلاق و المنع، والوصل والقطع، والولاية: العزل، وإلى غير ذلك من الأمور المهمات والمتعلقات السنية، واعلم أن التوقيع من يتولاه في ابتداء الأمر الخلفاء فكان الخليفة هو الذي يوقع في الأمور السلطانية وفصل المظالم وغيرها‘‘.

     فلما اتسع الملك كان الخلفاء يوقّعون بأنفسهم حيناً، ويتركون ذلك لكتابهم حيناً أخر(40).

     اختلف الباحثون في ذلك منذ زمان ولا يزالون مختلفين غير أن توقيعات الخلفاء الراشدين، وخلفاء بني أمية تجعلنا نقول مع القائلين بعربيتها الأصلية وإنها نبعت من الصدور العربية؛ لأنها من ضرورات الملك واستبحار العمران، فضلاً عن طابعها الموجز الذي هو من سمات الأساليب السامية الآرية المطنبة والأمثال الجاهلية المأثورة تنطق بهذا، وتؤيد ما ذهبنا اليه من تقرير أصالتها العربية(41) وهذا اللون من النثر الذي لمع نجمه في القرن الثاني الهجري وبخاصة في دواوين الدولة العباسية ومرسلات كبرائها ما لبث أيضاً أن نما وتطور. حتي اذا ماجاء القرن الرابع الهجري أصبح مدرسة قائمة بنفسها، لها كتابها البارزون من أمثال ابن العميد(42) والصاحب بن عباد ولها أيضاً مقوماتها الفنية وسماتها الأسلوبية. أما التغير الذي طرأ على النثر المسجوع الذي كان يعرف بالتوقيعات فهو بالدرجة الأولى خروجه من نطاق الإيجاز الي رحاب الإطناب، ومن قصر مقاطع الكلام إلى كثرتها وطولها، وكان طبيعياً أن يحرص كتاب القرن الرابع على الترادف والتكرار وعلى التوازن والسجع، وأن كتابات أرباب الدواوين إلى تنميق العبارات وزخرفتها وتزيينها(43).

     وهذا التعريف لتوقيعات في ضوء اللغة والاصطلاح مع ابتدائها. نشرح مناستها بين المعاني اللغوية والاصطلاحية حتى يحقق أهميتها ومكانتها في الأدب العربي.

 

المناسبة بين معنى التوقيع اللغوي والاصطلاحي:

     ان كلمة ’’التوقيع‘‘  هي المصطلح الذي اصطلحه أهل اللغة لمعني خاص بعبارة موجزة مع العلة سواء كانت بآية قرآنية أو حكمة سائرة أو قول محكم من إنشاء الكاتب بأسلوب موجز دقيق ويراد به التعليق على الرسائل الواردة على الديوان بما يناسبها. نشأ هذا الفن في العصر الجاهلي؛ لكنه انتشر في العصر العباسي انتشارًا عظيمًا.

     ولا جرم أن هذه الكلمة تكمن في بطنها معان عظيمة؛ حيث إنها تستعمل في أبواب فعل الثلاثي المجرد والمزيدة؛ ولكن لا بد أن يوجد ربط شديد بين معانى أفعال هذه الأبواب الثلاثية والمزيدة؛ فكلمة ’’التوقيع‘‘ بحر عظيم ذو درر ثمينة، ولا يحرم الغائص، حينما يخوض في الماء، من امتلاء يده بهذه الدرر. ونحن نريد الآن أن نبين تلك المعاني البليغة والربط الشديد بينها.

     استخدمت كلمة التوقيع في اللغة اسماً ومصدراً مادته: وق ع، فاستعماله اسماً مثل: حصل، و وجد، وسقط، ففي لسان العرب ’’وقع علي الشيء من يدي كذلك، و أوقعه غيره و وقعت من كذا وعن كذا وقعًا و وقع المطر بالأرض ولا يقال سقط‘‘(44).

     وقولهم: و وقّع الأمر: ’’حصل و وجد‘‘ وإنه ليقع مني موقع مسرة أو مساء ة‘‘(45). وأما استعماله مصدرًا فهو بمعني الاشتكاء وشدة الضرب؛ حيث ورد في جمهرة اللغة: ’’وقّع الرجل يقع وقوعا و وقعاً فهو واقع و وقعت الحديدة بالمطرقة ولجميع الألفاظ مشتقة من مادة‘‘ وقع معان مستقلة، وكل واحدة منها مرتبط من ناحية وأخري بمعني التوقيع مصدراً واسماً، وكلها مستخدمة عند العرب تارة مجرداً وأخري مزيداً.

 

أما المجرد:

      فهو وقع يقع وقعاً وقوعاً بمعني سقط وبرك، ويقال: وقع الطير على أرض أو شجر، والمطر بالأرض: حصل، و وقع الحق: ثبت – و وقع القول: وجب – و وقع فلان في فلان وقيعة و وقوعا: سبه واغتابه وعابه و وقع في العمل: أخذه و وقع في أرض فلاة صار فيها و وقع إلى كذا وقعًا أسرع بالطلاقة و وقع بالعدو وقعًا: بالغ في قتالهم، وقعت الحجارة الحافر: أصابته(46) و وقع الرجل يوقع وييقع وقعًا اشتكى لحم قدميه من الحفي وهو وقع(47).

 

وأما المزيد : فهو مثل

     أوقعت به ما يسوء وأنزلته به و أوقع بالعدو، و وقع به وواقعة. وبينهما وقاع وتواقعًا وشهدت الوقعة والوقيعة(48).

     ويوقع في الكتاب: توقيع.

     ’’وقعة القين بالميقعة واستوقع السيف: اني له أن يشحذ وقعته الحجارة، و وقعت الدابة بكثرة الركوب – سحجت فتحاصّ عنها الشعر فنبت أبيض قال:

     ’’ولم يوقع بركوب حجبه‘‘.

     وانه لموقع الظهر و وقع في كتابه توقيعًا‘‘(49) وهذه حقيقة أن يوجد ارتباط عميق بين معاني مشتقات كلمة واحدة ذات مادة واحدة سواء كانت مجردة أو مزيدة. وهكذا حالة معاني مشتقات كلمة توقيع التي يوجد فيها ربط قوي نحو: وقع يقع بفتحهما بمعني سقط و وقع الربيع بالأرض: حصل، و وقع الحق: ثبت، وفوقع القول عليهم: وجب فجميع هذه الكلمات الأربع أي سقط، وحصل وثبت ووجب‘‘ مرتبطة فيما بينها ارتباطاً شديداً وهو أن كل واحد من هذه الكلمات الأربع وهو أن تستحق لبلوغ حد الشيء وانتهائه يعني فهو مس الحد الأسفل ومعني حصول الشيء أيضاً هو انتهاء الحصول على آخذه، وهكذا في الوجوب والثبوت أيضاً يبلغ الشيء إلى حد معين، وذلك الحد يكون انتهاء للبلوغ إليه وأما الربط بين معني التوقيع لغة واصطلاحًا فهو أيضاً قوي جدًّا، وقدمنا في معني التوقيع لغة وهو حصول الشيء على غايته، وهذا الحصول يجد في معناه الإصطلاحي أيضاً. وقد مر بنا أن التوقيع هو قطعة عبارة معلقة من الخليفة أو الأمير أو الوزير أو الرئيس على ما يقدم إليه من الكتب في شكوى حال أو طلب نوال وإذا علق صاحب الأمر تعليقًا على طلب، فحصل صاحب الطلب على غاية مقصده مراده.

     فالتوقيع في الاصطلاح العام يتسخدم للحصول على شيء وهذا الحصول هو الرابط بين معني التوقيع اللغوي والاصطلاحي.

 

فن التوقيعات الأدبية عبر العصور:

1-التوقيعات في عصر صدر الإسلام

          مرّ بنا أن التوقيعات عُرِفَت في الأدب العربي أول ما عُرِفَت في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – والسبب في ذلك شيوع الكتابة بعد أن أقبل المسلمون على تعلمها، وأصبح الذين يجيدونها يمثلون شريحة كبيرة، يضاف إلى ذلك استخدام الكتابة في تحبير الرسائل، وتبليغ أوامر الخليفة وتوجيهاته إلى الولاة والقواد في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية. ويعد الخليفة الراشد أبوبكر الصديق أول من استعمل التوقيعات في تاريخ الأدب العربي، وفي التاريخ الإسلامي، غير أنّ التوقيعات التي أُثِرتْ عنه و وصلت إلينا قليلة، لا نستطيع أن نبني عليها حكمًا أدبيًا. واستخدم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هذا الفن في مكاتباته لرجال الدولة من ولاة وقواد.

     ونلحظ أن التوقيعات التي أُثِرَت عن الخلفاء الراشدين و وصلت إلينا تمتاز ببلاغة الأداء و وجازة التعبير، وموافقتها للصواب. وقد يكون التوقيع يوقع به الخليفة آية قرآنية، أو مثلاً سائرًا أو حكمة، أو قولاً بليغًا يجري مجرى الحكمة أو المثل؛ ولكن ينبغي أن نقرر حكمًا، وهو أن التوقيعات في عصر صدر الإسلام تعد قليلة جدًا إذا ما قورنت بالتوقيعات في العصور التالية، وربما يعزى السبب إلى أن هذا الفن الأدبي لا يزال آنذاك في بداية نشأته.

 

التوقيعات في العصر الأموي

      تعد التوقيعات في العصر الأموي امتدادًا طبعيًا لها في عصر صدر الإسلام، بعد أن عرفت واستعملت، وغدت في العصر الذي نتحدث عنه فنًا أدبيًا، حيث اعتاد كل خليفة أموي أن يوقع على الرسائل التي ترد إليه بعد أن يطلع عليها ويعرف مضمونها، و وصلت إلينا نماذج كافية لتوقيعات خلفاء بني أمية ابتداءً من معاوية بن أبي سفيان، وانتهاءً بمروان بن محمد آخر خلفاء الدولة الأموية في المشرق. ولم يقتصر فن التوقيعات على الخلفاء فقط، بل مارسه بعض الأمراء والولاة والقواد، كزياد بن أبيه، والحجاج بن يوسف الثقفي. ولا يتسع المجال لإيراد كل ما نعرفه من توقيعات الأمويين، وحسبي أن أشير إلى نموذج أو أكثر لكل خليفة وصل إلينا شيء من توقيعاته، ولكل أمير أو والٍ أُثِرَت عنه توقيعات..

 

أشهر التوقيعات وأصحابنا:

     إن ما وصل الينا من أشهر التوقيعات وأصحابها، فمنها:

     1- وما وقّع أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه وقد استأذنه في ملاقاة العدو: ’’أذن الموت توهب لك الحياة‘‘(50).

     2- وما كتب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عامل العراق إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابًا يستأذنه فيه أن ييني دارًا. فوقّع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذيل كتابه:  ابنِ ما يكنك من الهواجر وأذي المطر(51).

     3- وما وقّع عمرو بن العاص(52) رضي الله عنه لعامله علي مصر جوابًا على كتابه إليه: ’’كن لرعيتك كما تحب أن يكون لك أميرك‘‘(53).

     4- وما وقّع عثمان بن عفان رضي الله عنه على كتاب قوم شكي فيه من مروان بن الحكم(54) بأنه أمر بضرب أعناقهم: ’’فإن عصوك فقل ﴿إني بريء مما تعملون(55).

     5- وما وقّع في قصةرجل شكا عيلة: ’’وقد أمرنا لك بما يقيمك وليس في مال الله فضل للمسرف‘‘(56).

     6- وما وقّع علي رضي الله عنه في كتاب للحسين رضي الله عنه ضمن شيئاً من أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه: ’’رأي الشيخ خير من مشهد الغلام‘‘(57).

     7- وما وقّع في كتاب الحصين بن المنذر(58) أحد قواده بصفين حين شكا إليه من إسراع القتل في جيشه: ’’بقية السيف أنهي عددًا‘‘(59).

     8- وكتب إلى عامله على الكوفه(60) أنه فعل في أمر كما فعل عمر بن الخطاب(61): ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدة(62).

     وما وقّع أرد شير(63) في أزمة عمت المملكة:

     9- ’’من العدل أن لا يفرح الملك ورعيته محزونون ثم أمر فغرق في الكور جيمع ما في بيوت الأموال(64).

     10- وما وقّع كسرى بن قباذ رقعة مدح:

     ’’طوبى للممدوح إذا كان للمدح مستحقًا والداعي إذا كان للإجابة أهلاً‘‘(65).

     11- وما وقّع أنوشروان في قصة رجل تظلم منه:

     ’’لا ينبغي للملك الظلم، ومن عنده يلتمس العدل، ولا يبخل ، ومن عنده يتوقّع الجود، ثم أمر بإحضار الرجل وقعد معه بين يدي المؤيد‘‘(66).

     12- وما وقّع إلى صاحب خراجه:

     ’’ما استغزر الخراج بمثل العدل، ولا استنزر بمثل الجور‘‘(67).

     13- ودفع إليه بعض خدمه رقعة يخبره فيها بكثرة عياله، وسوء حاله، فعرف كذبه، فوقّع: ’’إن الله خفف ظهرك فثقلته، وأحسن إليك فكفرته، فتب إلى الله يتب عليك‘‘(68).

     14- وما وقّع في قصة رجل ذكر أن بعض قرابة الملك ظلمه وأخذ ماله: ’’لا تصلح العامة إلا ببعض الحيف على الخاصة، فإن كنت صادقًا أبحتك جميع ما تملكه، فلم يتظلم بعدها أحد من قرابته.(69)

     15- وما وقّع في قصة رجل سعى إليه بباطل: ’’باللسان احفظ رأسك‘‘(70).

     16- وكتب إلى الوليد بن عبد الملك وعمر عامله على المدينة فوقّع في كتابه: ﴿الله أعلم أنك أول خليفة تموت(71).

     17- وأتاه كتاب عدي يخبره بسوء طاعة أهل الكوفة ، فوقّع في كتابه: ’’لا تطلب طاعة من خذل عليًّا وكان إمامًا مرضيًا‘‘(72).

     18- وكتب إلى عامله بالمدينة(73) الذي سأله أن يعطيه موضعًا يبنيه، فوقّع: ’’كن من الموت على الحذر‘‘(74).

     19- وكتب في قصة متظلم! ’’العدل أمامك‘‘(75).

     20- وكتب في رقعة محبوس: ’’تب تطلق‘‘(76).

     21- وكتب في رقعة رجل قتل:  ’’كتاب الله بيني وبينك‘‘(77).

*  *  *

الهوامش والمراجع

(1)   إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار، المعجم الوسيط: 2/1062، 1063.

(2)   هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي ولد في سنة 122هـ/740م) وهو أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، مولده ووفاته في البصرة توفي في سنة (216هـ/831م) للتفصيل اُنظر: جمهرة الأنساب/234.

(3)   ابن دريد: أبي بكر بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري: جمهرة اللغة/134، 135.

(4)   الإمام الكبير جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمحشري: أساس البلاغة /686، 687.

(5)   مجد الدين الفيروز آبادي: القاموس المحيط 3/96.

(6)   أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور: لسان العرب 8/402–406.

(7)   هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، أبو بشر، المقلب سيبويه: ولد في إحدى قرى شيراز في (سنة 148هـ /765م) وتوفي في (سنة 180هـ/796م) في الأهواز للتفصيل انظر: ابن خلكان 1/385 والبداية والنهاية10/186 وتاريخ بغداد 12/195.

(8)   لسان العرب 8/402، 406.

(9)   هو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد  الغافقي، الجوهري، المصري، المالكي (أبو القاسم) هو فقيه، محدث، توفي (في رمضان سنة 381هـ/991م) للتفصيل انظر: الذهبي: سير النبلاء 1/256 وشذرات الذهب 3/101.

(10)  لسان العرب 8/402–403.

(11)  المعجم الوسيط 2/1063.

(12)  لسان العرب: 8/402–406.

(13)  هو أحمد بن عباس بن سليمان: الأزهري، البيروتي من أرباب التربية والتعليم ولد في سنة 127هـ 1854م في بيروت وتوفي بها في سنة 1345هـ/1937م. للتفصيل انظر: الرزكلي: الأعلام 1/139.

(14)  لسان العرب 8/402.

(15)  محمد بن البغدادي.

(16)  الشافعي.

(17)  السيد محمد مرتضي الزبيدي: تاج العروس 5/549.

(18)  هو إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني: ولد في (سنة 326هـ/938م) وتوفي في سنة 385هـ/995م للتفصيل انظر: معجم الأدباء 2/273–343. وابن خلدون 4/466 وابن الأثير 9/37.

(19)  تاج العروس 5/549.

(20)  ابراهيم زكي خورشيد، دائرة المعارف الإسلامية 6/20،26.

(21)  قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي، ابو الفرج: هو كاتب، من البلغاء الفصحاء المتقدمين في علم المنطق والفلسفة توفي (سنة 337هـ/948م) للتفصيل انظر النجوم الزاهرة: 3/297 وإرشاد الأريب 2/203 وابن النديم/130.

(22)  هو محمد بن رضا آل فضل الله الحسنين ولد في (سنة 1281هـ/1864م) قرأ في جيل عامل، ثم هاجر إلى العراق لطلب العلم، ورجع إلى مسقط ثم توطن يبقانا من قري جبل عامل، توفي بها في سنة 1336هـ 1918م للتفصيل انظر: معجم المؤلفين 9/316.

(23)  هو أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي: ولد في سنة 756هـ/1355م في القلقشندة هو المؤرخ الأديب البحاثة. توفي في سنة 821هـ 1418م للتفصيل انظر: الضوء اللامع 2/8 وآداب اللغة 3/133.

(24)  دائرة المعارف الإسلامية 6/25–26.

(25)  حنا الفاخوري، المؤجز في الأدب العربي وتاريخه 1/399، وتاريخ الأدب العربي/317.

(26)  أحمد حسن زيات، تاريخ الأدب العربي/219–220.

(27)  وهو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي، أبوعثمان، الشهير بالجاحظ: ولد في سنة 163هـ 780م في البصرة وتوفي سنة 255هـ 869م في البصرة للتفصيل انظر: إرشاد الأريب 6/56–80 والوفيات 1/388، وآداب اللغة 2/167 ولسان الميزان 4/355 ودائرة المعارف الإسلامية 6/235.

(28)  هو كسرى أو خسرو بن نوشيروان: ملك ساساني ولد في 531م وتوفي 579، وهو ابن قباذ حارب واحتل انطاكية ولاذق أجبر على عقد هدنة مع البيزنطيين 555 استولي علي اليمن 570هـ اشتهر بعدله. انظر المنجد في الأعلام/588، 589.

(29)  أحمد أمين: ضحي الإسلام 1/187.

(30)  جرجي زيدان تاريخ آداب اللغة العربية/149.

(31)  شوقي ضيف الأستاذ الكبير، قراءة، وكتابة، وتأليفًا، قدم للأمة العربية زاداً أديباً ونقديًّا، وثقافيًّا، وحضاريًّا سوف يبققي منارة للأجيال القادمة، كما كان لجيلنا وللأجيال جاءت بعدنا. وله تصانيف كثيرة منها تاريخ الأدب العربي في عصور مختلفه. للتفصيل انظر: معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتي سنة 2002. ص 151.

(32)  هو جعفر بن أحمد بن طلحة المقتدر بالله ولد في سنة 282هـ (895م) في بغداد وهو خليفة عباسي وتوفي في سنة 320هـ 932م للتفصيل انظر: ابن الأثير 8/3–75. والنجوم الزاهرة 3/233، تاريخ بغداد 7/213.

(33)  د. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، العصر العباسي الثاني، 4/558– 559.

(34)  هو علي بن عيسى بن علي بن عبد الله، أبو الحسن الرماني: ولد في بغداد في (سنة 296هـ 908م) وتوفي ببغداد في سنة (384هـ/994م) للتفصيل انظر بغية الوعاة/344 ووفيات الأعيان 1/331 ومفتاح السعادة 1/142.

(35)  هو موسي بن عبد الله بن يحي بن خاقان، أبو مزاحم الخـــاقــاني: ولـــد في 248هـ/862م) هــو أول من صنف في التجويــد كان عالماً بالعربية، شاعراً من أهل بغداد توفي في (سنة 325هـ 937م) للتفصيل انظر غاية النهاية 2/320.

(36)  تاريخ الأدب العربي، العصر العباسي الثاني: 4/558،559.

(37) د/ محمد نبيه حجاب، بلاغة الكتاب في العصر العباسي/97،98.

(38)  هو محمد بن جعفر بن يوسف بن الوزير يحي بن خالد بن برمك، أبو الحسن: ولد في (سنة 224هـ 839م) وتوفي في سنة 324هـ (936م) للتفصيل انظر: معجم الأدباء 1/383 ولسان الميزان 1/146.

(39)  هو محمد بن عبدوس بن عبد الله الكوفي الجهشياري، أبو عبد الله، مؤرخ من الكتاب المترسلين من أهل الكوفة نشأ مع أبيه في بغداد ومات بها في سنة 331هـ (349هـ) للتفصيل أنظر النجوم الزاهرة 3/279 وفهرست ابن النديم المقالة الثامنة والوافي بالوفيات3/ 205.

(40)  بلاغة الكتاب في العصر العباسي/97،98.

(41)  المرجع السابق 97–98.

(42)  هو محمد بن الحسين العيد بن محمد، أبو الفضل: وزير من أئمة الكتاب كان متوسعًا في علوم الفلسفة والنجوم، ولقب بالجاحظ الثاني في أدبه وترسله، توفي في سنة (360هـ 970م) للتفصيل انظر: تاريخ الأدب العربي /233 والوفيات 2/57.

(43)  د/ عمرالدقاق؛ ملامح النثر العباسي/393، 394.

(44)  لسان العرب 8/402.

(45)  أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، أساس البلاغة/134.

(46)  المعجم الوسيط 2/1062.

        2جمهرة اللغة 134،135.

(48)  أساس البلاغة 3/134.

(49)  القاموس المحيط 2/96.

(50)  حنا الفاخوري: الموجز في الأدب العربي وتاريخه 1/397، 398.

(51)  جرجي: زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية 2/149.

(52)  هو عمرو بن العاص رضي الله عنه ولد 50 ق هـ 574م أسلم في هدنة الحديبية وتوفي بالقاهرة 32هـ 664/ للتفصيبل انظر الإصابة4/599، تاريخ الإسلام للذهبي، 2/235–240 وجمهرة الأنساب /154.

(53)  سميت مصر بمصر بن مسرايم بن حام بن نوح عليه السلام للتفصيل انظر معجم البلدان 5/173.

(54)  هو مروان بن الحكم رضي الله عنه بن أبي العاص ابن أمية بن عبــد الشمس بن عبـد مناف ولد في 2هـ (633م) بمكة. ولاه المدينة سنة 42– 49هـ فولي عليهم ابنه ’’عبد الملك‘‘ وعاد إلى دمشق فلم يطل أمره، وتوفي بالطاعون في 65هـ 695م للتفصيل انظر الإصابة /832، أسد الغابة 4/348.

(55)  تاريخ آداب اللغة العربية: 2/149.

(56)  الموجز في الأدب العربي وتاريخه 1/397،398.

(57)  الموجز في الأدب العربي وتاريخه 1/397–398.

(58)  هو محمد بن عمر بن المنذر، أبو الوليد من بيت قديم في المولدين ولي خطة الشورى في بلده مات في سلا 558هـ /1163م للتفصيل انظر الحلة السراء، 202–207.

(59)  الموجز في الأدب العربي وتاريخه 1/397– 398.

(60) المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق ويسميها قوم خد العذراء للتفصيل انظر: معجم البلدان 4/49.

(61)  العقد الفريد 3/33–43.

(62)  الأنعام 90.

(63)  اسم ثلاثة ملوك فارسيين من السلاة الساسانية. وأهمهم. مؤسس السلالة الساسانية (نحو 226–241. خلف نسيبه شاهبور2 خلعه أشراف المملكة. انظر المنجد في الأعلام 33.

(64)  إمام الفضل شهاب الدين أحمد: العقد الفريد 3/33–43.

(65)  المرجع السابق: 3/33–43.

(66)  المرجع السابق 3/33–43.

(67)  المرجع السابق 3/33–43

(68)  المرجع السابق 3/33–43

(69)  المرجع السابق 3/33–43

(70)  المرجع السابق 3/33–43

(71)  العقد الفريد 3/33–43.

(72)  المرجع السابق.

(73)  اسم لمدينة رسول الله S خاصة والنسبة للإنسان مدني – للتفصيل انظر: المعجم البلدان 5/83.

(74)  العقد الفريد 3/33–43.

(75)  المرجع السابق نفس الصفحه.

(76)  المرجع السابق نفس المصفحه.

(77)  المرجع السابق نفس الصفحه.

*  *  *

 

 

رمضان – شوال 1431 هـ = أغسطس - أكتوبر 2010م ، العدد :9-10 ، السنة : 34