في محاولة لاستغباء قادتنا هدّدت إسرائيل الشعب الفلسطيني بتنفيذ "الهولوكوست" ضدّه

 

    

  

 

  

 

 

ظلّتِ الدولةُ الصهيونيّةُ تُمِيتُ الفلسطينيين بقِطَاع غزَّةً جوعًا وعطشا ومرضًا عن طريق الحصار الخانق الذي فرضته عليهم منذ نحو شهرين؛ ولكنها عندما رأتْ أنّهم لم يلينوا ولم ينقادوا لتخطيطها الذي كان يستهدف إثارتهم ضدَّ حماس التي تتحكّم في قِطَاع غزّة منذ منتصف يونيو 2007م (أوائل جمادى الأخرى 1428هـ) على كره وسخط شديدين من كلّ من الكيان الصهيونيّ وأمريكا وحركة "فتح" .. عندما رأتْ ذلك استشاطتْ غَضَبًا وصَعَّدَتْ هجومَها على القطاع بدبّاباتها وطائراتها وصواريخا وآليّاتها الثقيلة منذ الثلث الأخير من فبراير 2008م. وصَعَّدَتْ هجماتها بشكل أكثر يوم 28/فبراير 2008م = 20/صفر 1429هـ: الخميس؛ حيث استهدفت وزارة الداخليّة لحماس بالمقاتلات التي أطلقتْ عليها ثلاثة صواريخ دَمَّرَتْ مكتبَ القائد الحماسيّ الكبير "إسماعيل هنيّة" كما قتلت عشرات الفسلطينيين ، ويوم الجمعة 29/فبراير 2008م = 21/صفر 1429هـ هجمتْ على معظم أجزاء قِطَاع غَزَّة بمقاتلات عسكريّة وقاذفات مُدَمِّرَة ، قتلت أكثر من ثلاثين فلسطينيًّا بمن فيهم الأطفال والرضّع والنساء والشيوخ .

 

وقد كان يوم الأحد: 2/مارس 2008م الموافق 23/ صفر 1429هـ يوم المجزرة الوحشيّة التي قتلت فيها القوَّاتُ الإسرائيليةُ 54 فلسطينيًّا، وكان أدمى يوم منذ أن انسحبت القوات الإسرائيليّة عن القطاع عام 2005م . والمجزرة هَزَّت بشكل هِيب رئيس السلطة القلسطينية المزعوم أبامازن محمود عبّاس الذي طلب إلى الأمين العامّ للأمم المتحدة "بانكي مون" أن يعقد دورةً طارئةً لمجلس الأمن، فعقدها فعلاً ورجا فيها كلاً من إسرائيل وحماس أن يمتنعا عن ممارسة العنف ، ونَدَّدَ فيها باستخدام إسرائيلَ القوّةَ الزائدةَ ، كما طالب الفلسطينيين بالامتناع كليًّا عن إطلاق الصواريخ نحوَ المواطنين الإسرائيليّين ، وكأن الأمين العامّ يرى أن كلا الجانبين يرتكبان الجريمة بشكل مُتَساو!.

 

الجدير بالذكر أنَّ نائب وزير الحربيّة الصهيونيّة "ماتان ولاني" كان قد هَدَّدَ الفلسطينيين منذ أيّام قائلاً: إن حماس إذا لم تمتنع عن توجيه الصواريخ إلى المستوطنات الإسرائيلية ، فإن إسرائيل ستُنَفِّذ في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس نوعًا من "الهولوكوست" – المحرقة – يكون أنكى وأشدّ (ممّا نفّذه الألمان في اليهود) : وكان السيد إسماعيل هنيّة القائد الحماسيّ الكبير ورئيس الوزراء الفلسطيني المقال ردّ على ذلك قائلاً: إن تصريح "ولاني" يشفّ غما تريده إسرائيل أصلاً نحو غزّة . وأضاف هنية: إن إسرائيل لاتني تدعو العالم إلى التنديد بما تُسَمِّيه بـ "الهولوكوست" ضدّ اليهود، ولكنها اليوم تُهَدِّد شعبَنا بها ، مما يؤكّد إرادتَها العدوانيّة الشيطانيّة نحو الشعب الفلسطينيّ .

 

وبعدَ التنديد العالميّ بالهجوم الإسرائيليّ العسكريّ العدوانيّ على غزّة الذي أسفر حسب وكالات الأنباء ليوم الأحد: 23/ صفر 1429هـ = 2/مارس 2008م عن 114 فلسطينيًّا في الفترة مابين يوم الأربعاء: 19/2/1429هـ = 27/فبراير 2008م والأحد الذي يصادفه 2/مارس .. انسحبت عن غزة القوات الإسرائيليّة البريّة .

 

ولكنّها عاودت التوغّل في غزّة يوم الأربعاء : 5/مارس 2008م = 26/صفر 1429هـ. ولاتزال تصطاد الفلسطينيين كلَّ يوم لحدّ كتابة هذه السطورَ يوم السبت : 8/مارس 2008م = 28/صفر 1429هـ . وتشارك في الهجوم كل من القوات البريّة والجويّة. وأفادت الأنباءُ أن الهجومَ طالَ حتى الوليدة الرضيعة التي لم تر نور الحياة إلاّ منذ 20 يومًا ، كما حصدت الهجمات الإسرائيليّة كثيرًا من الرضّع والأطفاف والنساء والشيوخ .

 

خلالَ هذه المجزرة التي تنفذها إسرائيل في الشعب الفلسطيني ، لم تهمّ أمريكا إلاّ أن توفد وزيرتها الخارجيّة كوندوليزا رايس، لتدعو الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس والقيادة الفلسطينية أن يعاودوا محادثات السلام ، ولم تهمّها أن تندّد بما تصنعه إسرائيل من العدوان الصارخ ضدّ الشعب الفلسطينيّ .

 

إنّ أمريكا بموقفها المنحاز انحيازًا سافرًا نحو إسرائيل ظلّت تزيد الفلسطينيين مصيبةً، في محاولة دائمه لتسفيه الأحلام من قادتنا وحكّامنا وتغبية المتورطين من القيادة الفلسطينية في مسلسل المفاوضات السلميّة التي زادتهم ذلاًّ وهوانًا ولم ترد إلى الفلسطينيين حقًّا .    [التحرير]

 

(تحريرًا في : الساعة 11 من صباح يوم السبت : 29/ صفر 1429هـ = 8/مارس2008م)

 

 

ربيع الثاني – جمادى الأولى 1429هـ = أبـريل – مـايـــو  2008م